المتابعون

الاثنين، أغسطس 31، 2009

رمضانيات 3

هل يفسد صومه بالسب والشتم؟


سؤال

.

.

في رمضان إذا غضب الإنسان من شيء وفي حالة غضبه نهر أو شتم فهل يبطل صيامه أم لا ؟

جواب

.

.
الحمد لله"لا يبطل ذلك صومه ، ولكنه ينقص أجره ، فعلى المسلم أن يضبط نفسه

ويحفظ لسانه من السبب والشتم والغيبة والنميمة ، ونحو ذلك ، مما حرم الله في الصيام وغيره

وفي الصيام أشد وآكد محافظة على كمال صيامه ، وبعداً عما يؤذي الناس

ويكون سبباً في الفتنة والبغضاء والفرقة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم

(فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ، ولا يسخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)

متفق عليه

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

(10/332، 333)

الجمعة، أغسطس 28، 2009

رمضانيات 2

فضل صلاة التراويح


ما هو فضل صلاة التراويح ؟
.
.
الحمد لله

أولاً :
صلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق العلماء ، وهي من قيام الليل
فتشملها أدلة الكتاب والسنة التي وردت بالترغيب في قيام الليل
وبيان فضله
ثانياً :
قيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر .
قال الحافظ ابن رجب : "واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان
جهادان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ،
فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب" اهـ .
وقد وردت بعض الأحاديث الخاصة بالترغيب في قيام رمضان وبيان فضله
منها :
ما رواه البخاري (37) ومسلم (759) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .
(مَنْ قَامَ رَمَضَان)
أَيْ قَامَ لَيَالِيَهُ مُصَلِّيًا .
( إِيمَانًا )
أَيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ .
( وَاحْتِسَابًا )
أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ .
( غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه )
جَزَمَ اِبْنُ الْمُنْذِرِ أنه يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ ، لكن قال النووي :
الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَنَّ هَذَا مُخْتَصّ بِغُفْرَانِ الصَّغَائِر دُون الْكَبَائِر
قَالَ بَعْضهمْ : وَيَجُوز أَنْ يُخَفِّف مِنْ الْكَبَائِر مَا لَمْ يُصَادِف صَغِيرَة اهـ من فتح الباري
ثالثاً :
ينبغي أن يكون المؤمن حريصاً على
في العبادة في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها
ففي هذه العشر ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها
( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )
القدر/3.
وقد ورد في ثواب قيامها قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )
رواه البخاري (1768)
ومسلم (1268) .
ولهذا
( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مَا لا يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا )
رواه مسلم
(1175) .
وروى البخاري (2024) ومسلم (1174) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .
(دَخَلَ الْعَشْرُ)
أي : الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان .
(شَدَّ مِئْزَرَهُ)
قيل هو كناية عن الاجتهاد في العبادة ، وقيل كناية عن اعتزال النساء
ويحتمل أنه يشمل المعنيين جميعاً .
( وَأَحْيَا لَيْلَهُ )
أَيْ سَهِرَهُ فَأَحْيَاهُ بِالطَّاعَةِ ، بالصلاة وغيرها .
( وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ )
أي : أَيْقَظَهُمْ لِلصَّلاةِ فِي اللَّيْل .
وقال النووي :
فَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يُزَاد مِنْ الْعِبَادَات
فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان
وَاسْتِحْبَاب إِحْيَاء لَيَالِيه بِالْعِبَادَاتِ اهـ
رابعاً :
ينبغي الحرص على قيام رمضان في جماعة ،
والبقاء مع الإمام حتى يتم الصلاة ، فإنه بذلك يفوز المصلي بثواب قيام ليلة كاملة
وإن كان لم يقم إلا وقتاً يسيراً من الليل ، والله تعالى ذو الفضل العظيم .
قال النووي رحمه الله :
"اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب صَلاة التَّرَاوِيح , وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَل
صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد ؟
فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ :
الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ،
وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ" اهـ .
وروى الترمذي (806) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ )
وصححه الألباني في صحيح الترمذي
.
.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

السبت، أغسطس 22، 2009

رمضانيات 1

العمل بالرؤية لا بحسابات الفلكيين


سؤال
.
.
هناك خلاف كبير بين علماء المسلمين في تحديد بدء صوم رمضان
وعيد الفطر المبارك فمنهم من يعمل بالرؤية بناء على حديث
( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) ، ومنهم من يعتمد على آراء الفلكيين
حيث يقولون : إن علماء الفلك قد وصلوا إلى القمة في علم الفلك
بحيث يمكنهم معرفة بداية الشهور القمرية ، فما هو الصواب في هذه المسألة؟
.
.
جواب
.
.
الحمد لله
أولاً : القول الصحيح الذي يجب العمل به هو ما دل عليه
قوله صلى الله عليه وسلم
( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة )
من أن العبرة في بدء شهر رمضان وانتهائه برؤية الهلال ( بالعين ) ، فإن شريعة الاسلام
التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عامة خالدة مستمرة إلى يوم القيامة
( وهي صالحة لكل زمان ومكان سواء كانت العلوم الدنيوية متقدّمة
أو غير متقدّمة وسواء وُجدت الآلات أو لم توجد وسواء كان في أهل البلد
من يُجيد الحسابت الفلكية أو لم يكن فيهم من يُجيد ذلك ، والعمل بالرؤية
يُطيقه الناس في كل عصر ومصر بخلاف الحسابات
التي قد يوجد من يعرفها وقد لا يوجد ، وكذلك الآلات التي قد تتوفر وقد لا تتوفّر)
ثانياً : أن الله تعالى علم ما كان وما سيكون من تقدم علم الفلك
وغيره من العلوم ومع ذلك قال : (فمن شهد منكم الشهر فليصمه )
سورة البقرة /185
وبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
الحديث
فعلّق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال
ولم يعلّقه بعلم الشهر بحساب النجوم مع علمه تعالى
بأن علماء الفلك سيتقدمون في علمهم بحساب النجوم وتقدير سيرها
فوجب على المسلمين المصير إلى ما شرعه الله لهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
من التعويل في الصوم والإفطار على رؤية الهلال وهو كالإجماع
من أهل العلم ومن خالف في ذلك وعوّل على حساب النجوم فقوله شاذ لا يعوّل عليه
والله أعلم
.
.
فتاوى اللجنة الدائمة 10/106
.
.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الاثنين، أغسطس 17، 2009

الاثنين، أغسطس 10، 2009

اسلاميات الاثنين

وقت الفراغ

نعمة الوقت من النعم العظيمة التي امتن الله بها على عباده
حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت فقال تعالى : ( وَالْعَصْرِ ) ،
لأهمية هذا الوقت وبركته
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسم - : ( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك
وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك )
انظر صحيح الجامع برقم
(1077)
ولما كان أكثر الناس جاهلين بقدر هذه النعمة ،
غافلين عما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )
رواه البخاري
(6412)
والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : " ضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُكَلَّفِ
مَثَلا بِالتَّاجِرِ الَّذِي لَهُ رَأْس مَال , فَهُوَ يَبْتَغِي الرِّبْح مَعَ سَلامَة رَأْس الْمَال
فَطَرِيقه فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَحَرَّى فِيمَنْ يُعَامِلهُ وَيَلْزَم الصِّدْق وَالْحِذْق لِئَلا يُغْبَن
فَالصِّحَّة وَالْفَرَاغ رَأْس الْمَال , وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَامِل اللَّه بِالإِيمَانِ
وَمُجَاهَدَة النَّفْس وَعَدُوّ الدِّين , لِيَرْبَح خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَة
وَقَرِيب مِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى
( هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَاب أَلِيم )
الآيَات
وَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِب مُطَاوَعَة النَّفْس وَمُعَامَلَة الشَّيْطَان لِئَلا يُضَيِّع رَأْس مَاله مَعَ الرِّبْح "
فتح الباري لابن حجر
وإذا كان الوقت بهذه المنزلة فإنه لا ينبغي للمسلم أن يكون عنده وقت للفراغ
لأنه يتقلب من طاعة إلى طاعة ، فإن لم يخرج من طاعة إلى أختها ، فإنه يخرج إلى المباح .
وينبغي أن يصلح فيه نيته ، ليكون له فيه أجر
كما قال معاذ رضي الله عنه : أما أنا فأقوم وأنام ، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي "
..
..


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين