المتابعون

الأربعاء، سبتمبر 09، 2009

رمضانيات 6

الحكمة من مشروعية الصيام



ما الحكمة من مشروعية الصيام ؟
.
.
الحمد لله
لا بد أولاً أن نعلم أن الله تعالى من أسمائه الحسنى
( الحكيم ) والحكيم مشتق من الحُكْم ومن الحِكْمة
فالله تعالى له الحكم وحده ، وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال والإتقان
ثانياً
أن الله تعالى لم يشرع حكماً من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة
قد نعلمها ، وقد لا تهتدي عقولنا إليها ، وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير منها .
ثالثاً
قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه علينا في قوله
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
البقرة / 183
فالصيام وسيلة لتحقيق التقوى
والتقوى هي فعل ما أمر الله تعالى به ، وترك ما نهى عنه
فالصيام من أعظم الأسباب التي تعين العبد على القيام بأوامر الدين
وقد ذكر العلماء رحمهم الله بعض الحكم من مشروعية الصيام
وكلها من خصال التقوى ، ولكن لا بأس من ذكرها
ليتنبه الصائم لها ، ويحرص على تحقيقها
فمن حكم الصوم
1-
أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى شُكْرِ النِّعْم , فالصيام هُوَ كَفُّ النَّفْسِ
عَنْ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ , وهذه مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْلاهَا
وَالامْتِنَاعُ عَنْهَا زَمَانًا مُعْتَبَرًا يُعَرِّفُ قَدْرَهَا , إذْ النِّعَمُ مَجْهُولَةٌ
فَإِذَا فُقِدَتْ عُرِفَتْ, فَيَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى قَضَاءِ حَقِّهَا بِالشُّكْرِ .
2-
أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى ترك المحرمات , لأَنَّهُ إذَا انْقَادَتْ النَفْسٌ لِلامْتِنَاعِ
عَنْ الْحَلالِ طَمَعًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى , وَخَوْفًا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ ,
فَأَوْلَى أَنْ تَنْقَادَ لِلامْتِنَاعِ عَنْ الْحَرَامِ , فَكَانَ الصَّوْمُ سَبَبًا لاتِّقَاءِ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى
3-
أَنَّ فِي الصَّوْمِ التغلب على الشَّهْوَةِ , لأَنَّ النَّفْسَ إذَا شَبِعَتْ
تَمَنَّتْ الشَّهَوَاتِ , وَإِذَا جَاعَتْ امْتَنَعَتْ عَمَّا تَهْوَى
وَلِذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ : مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ
فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ , وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ , فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )
4-
نَّ الصَّوْمَ مُوجِبٌ لِلرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ عَلَى الْمَسَاكِينِ
فَإِنَّ الصَّائِمَ إذَا ذَاقَ أَلَمَ الْجُوعِ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ
ذَكَرَ مَنْ هَذَا حَالُهُ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ , فَتُسَارِعُ إلَيْهِ الرِّقَّةُ عَلَيْهِ ,
وَالرَّحْمَةُ بِهِ , بِالإِحْسَانِ إلَيْهِ , فكان الصوم سبباً للعطف على المساكين .
5-
فِي الصَّوْمِ قَهْرٌ لِلشَّيْطَانِ ، وإضعاف له , فتضعف وسوسته للإنسان
فتقل منه المعاصي ، وذلك لأن ( الشَّيْطَان يَجْرِيَ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ )
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ،
فبالصيام تضيق مجاري الشيطان فيضعف ، ويقل نفوذه
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى"
(25/246)
ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب ،
وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين - الذي هو الدم
وإذا صام ضاقت مجاري الشياطين
فتنبعث القلوب إلى فعل الخيرات ، وترك المنكرات اهـ بتصرف
6-
أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى
فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه
7-
وفي الصيام التزهيد في الدنيا وشهواتها
والترغيب فيما عند الله تعالى .
8
تعويد المؤمن على الإكثار من الطاعات
وذلك لأن الصائم في الغالب تكثر طاعته فيعتاد ذلك .
فهذه بعض الحكم من مشروعية الصيام
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتحقيقها ويعيننا على حسن عبادته.
والله أعلم
.
.
انظر : تفسير السعدي (ص 116)
حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/344)
الموسوعة الفقهية (28/9)
.
.
الإسلام سؤال وجواب

ليست هناك تعليقات: